هجرة  عدم المساواة الاجتماعيّة والاختلاف الثقافي؟ التكامل وبيان المهمة السياسية

 

 ملخّص

تصف رِبيكا في مقالِها الخطابَ الفلسفيّ السّياسي عن الهجرة والاندماج. كما تشدّ الانتباه إلى نموذج سياسيٍّ طَوّرتهُ مدينة "باسل" طارحة تحليلاْ نقديّاً لقراراته السياسيّة الرّاميّة لدمج المهاجرين.

الأهمّ في الموضوع هو السّبب الّذي يجعل من الانتماء الحضاري نموذجاْ تفسيريّاْ فعليّاْ. و لمَ لا يُتناول الموضوع من ناحيّة علاقته بالتّمييز و البنية العامّة في حين لا تزال مسألة تَقبُّل الأجانب حيّز النّقاش ؟ أثبتت عديد الدّراسات في سويسرا أنّ معظم مشاكل الأجانب تتعلّق مباشرة بسياسة قبولهم (شودي و آل 2000).لما تتواصل هذه الممارسة و تزداد قوّة ؟ تُقدَّم الفكرتين المتضادتيّن: الأولى تُشجِّع الاندماج و تُشجِّع نظام رعاية اجتماعية للجميع و الثّانيّة ترفض الا ندماج و نظام الرّعاية الاجتماعية الحالي في خطر، تُقدّمان باستمرار على أنّهما طرفا نقيض.

أظهرت الدّراسات و الأبحاث حول الخلافات أنّ الحيويّة بين الأفكار المشجّعة و المعادية للاندماج تَحفظ الاستقرار الاجتماعي داخل المجتمعات الأكثر تركيزاْ على الفرد، و تعتبر القدرة على الاندماج داخل المدن السويسريّة أكثر قوّةً من ذي قبل (ويمر/إيهرت/شتينين 2000). بفضل نموذجها الاندماجي، لا تزال تُعدُّ مدينة "باسل" مقاطعة رائدة (ويشمان و داماتو 2010) نظراْ إلى سياسة الاندماج الاستشرافيّة لديها. يعود هذا إلى النّقاشات النّقديّة الّتي تختفي وراء هذا النّموذج السّياسي و الّتي لا تنفكُّ تتساؤل عن كيفيّة نعت أفراد المجتمع بالآخرين.

إنَّ السّبب في التّراجع خلال السّنوات الأخيرة هو الرّغبة في الحِفاظ على السّلطة و الاقصاء. إنّ تناسق أفكار و معتقدات الغير يتغيّر بشكل متواصل (وولف 1999) وهو ما يجعل أصحاب السّلطة يرغبون في الحفاظ على مكانتهم و امتيازاتهم. في وقت الأزمات، تزداد أهميّة الحفاظ على المكانة مقارنة بوقت الاستقرار. أصحاب اللإمتيازات، المُنتمون إلى مجتمع الدّولة القوميّة بفضل أجدادهم، لا يسمحون لأنفسهم بالنّقاش زمن الازمات الإقتصاديّة. في الوقت الّذي تُقدّمُ المصانع الموثوقة على أنّها غير موثوقة، تدفع العائلات متوسطة الدّخل ضرائب أكثر من الأثرياء. يقدر المسؤولون عن الأزمة الماليّة على التّملّص من فشلهم. علاقات الدّم شيء لا يقبل النّقاش و في مقدور الأحزاب الشّعبويّة المحافظة الاعتماد على أهميّتها الرّمزيّة. يُفسَّر هذا تحوّل النّظرة التّحرّريّة الفرديّة للهجرة إلى فشل إثر نهاية قانون اندماج مدينة "باسل" سنة 2007.

لا أزال على يقين أنّنا بحاجة إلى إعادة المهاجرين مكانَتهم الّتي فقدوها مهما كانت الظّروف عِوَضَ تقسيمهم. التّقسيم حلّ بسيط يؤدّي إلى انقسامات و مشاكل تضرب كلّ المجتمعات مصاعدا بذلك التّنميط و الوصم.

من المهمّ في المستقبل أن نسلّط الضّوء على مشاكل الاندماج في الثّقافة السّويسريّة، و بناء على ذلك، في اغلب المجتمع. بذلك يمكننا أخذ تدابيراْ قوامها أدلّة واقعيّة و يصبح التّعايش السّلمي في منأى عن الخطر على المدى الطّويل.  

ربيكا اريت عالمة اجناس وعالمة لغات, كانت تدرس حتي سنة 2004 التربية بين الثقافات والابحاث التطبيقية بشأن الهجرة في جامعة بازل وهي الان مسؤولة عن التدريس والابحاث في مايتعلق بالهجرة والتكامل والتقريبات الثقافية. فهي ايضا مديرة قسم دراسات الماجستير – ادارة تنوع – في كلية لوتسرن – عمل اجتماعي.